الأربعاء، 25 مايو 2011

فِرّ من الليبرالية، فِرَارَك من العلمانية حتى لا تسقط في الدولة المدنية



الحمدُ لله العليّ الكَبِير، أَشهَدُ أَن لا إِلهَ إلاّ هُو وَحدَه لا شَريكَ لَهُ الحكيمُ الخبير، أَنزَلَ القُرآنَ، وَأَمَرَ بالإِيمان، وَجَعَلَ الإِسلامَ الدينَ الثابتَ الأَركان، وحَكَم على كُّلِّ مَنهَجٍ يُعارِضُه، أَنَّه اتِّباعٌ للشَيطان، وَسَبيلٌ إِلى الضلالِ والخُسران، وأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً r عبدُ الله ورسولُه، أَرسَلَه بالمحجّة البيضاء، والملِّة السَمحاء، فَأَتى بأَوضِحِ البَراهِين، وَحَكَمَ عَلى كلِّ مَن عَصاه وَخالفَ مَنهَجَهُ أَنَّه مِن الضّالِّين. 
عباد الله قد كثر في هذه الأيام العصيبة ترديد كلمة (العلمانية)،(الليبرالية),(الديمقراطية)،(الدولة المدنية)؛ ذلك لأن فساد البلاد في السنين الماضية أدى إلى أن يعتلي منابر الدولة من إعلام ومؤسسات ثقافية ثلة من العلمانيين الذين ابتعدوا بمنهجهم عن نهج رب العالمين، فمنهجهم يؤدي إلى تغيير هوية مصر الإسلامية بترك الاحتكام إلى الشريعة الإلهية، عن طريق إلغاء المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن الإسلام دين الدولة وأن اللغة العربية لغتها الرسمية وأن مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع، منهجهم يؤدي إلى الهبوط من سمو الأخلاق الإسلامية إلى حضيض الرذائل البهيمية وحصر الدين في المسجد وإلغاؤه من حياة الناس، منهجهم يصف أحكام رب البرية بالتخلف والرجعية تحت شعار الحرية الشخصية والديمقراطية والدولة المدنية.
فما هو الوجه الحقيقي لهذه الشعارات؟
أولا العلمانية
الوجه الظاهر: التحضر وعدم التخلف والنهضة العلمية والمساواة.
الوجه الحقيقي: يكمن في معناها، فالعلمانية ترجمة خاطئة بخطأ مقصود للتلبيس على الناس، ولكن العلمانية هي الدولة التي لا يطبق فيها دين الله، وأركانها هي: الاهتمام بالدنيا وتأخير منزلة الدين، فالدين عندهم لا يصلح أن يدخل في الحياة العامة فهو في المسجد فقط، وفصل العلم والأخلاق والفكر والثقافة عن الالتزام بتعاليم الدين، وإقامة دولة ذات مؤسسات سياسية على أساس غير ديني، وباختصار العلمانية لا تقيم وزنا لدين رب العالمين.
ثانيا الليبرالية
الوجه الظاهر: الحرية وإبداء رأيك في كل شيء بحرية كاملة بدون أي قيد.
الوجه الحقيقي: هي وجه آخر من وجوه العلمانية، فالإنسان في المنهج الليبرالي يفعل ما يشاء ويعتقد ما يشاء، فالحرية مقدمة على كل شيء حتى على أحكام الكتاب والسنة، فإله الليبرالية الحاكم على كل شيء هو الحرية والهوى، فأحكام الله تعالى وأوامره ونواهيه أمور غير ملزمة لهذا المنهج.


ثالثا الديمقراطية
الوجه الظاهر: هو الحرية في إبداء الرأي وعدم الظلم والطغيان واختيار من تجده مناسبا وأن الحرية مكفولة للجميع.
الوجه الحقيقي: هو أن الديمقراطية معناها حكم الشعب للشعب، بمعنى إلغاء وإقصاء أحكام الله سبحانه وتعالى من حلال وحرام وأمر ونهي، واستبدال ذلك بما يراه بعض أفراد الشعب، مثال: لو رأى الناس أن الزنا لا شيء فيه طالما بالرضا بين الطرفين فيحكم بعدم تجريم الزنا حتى لو كان ذلك مخالفا لأمر الله تعالى وشرعه، المهم أنه يوافق العلمانية والليبرالية والديمقراطية.
رابعا الدولة المدنية
الوجه الظاهر: أنها ليست دولة عسكرية، بل دولة يتمتع فيها الفرد بحريته كاملة.
الوجه الحقيقي: أن الدولة المدنية ليست دولة دينية؛ أي تطبق فيها العلمانية والليبرالية والديمقراطية بوجهها الحقيقي الخبيث،
وأخيرا أخي المسلم أختي المسلمة: احذرا من هذه الحملة الفاسدة التي تريد أن تجعل مصر دولة لا دينية يجد فيها المسلم نفسه محكوما بأحكام ضالة فاسدة مع أن الله سبحانه وتعالى قال: ( إن الْحُكْمُ إلاَّ للّه أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إلاَّ إيّاهُ)، ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)، ( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)، ( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلئِكَ همُ الظـَالمون)، ( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلئِكَ هُمُ الفاسقون).
تنبيه: نحن لا نوافق على الدولة المدنية التي بمعنى أن الشعب مصدر التشريع؛ لأن التشريع حق الله وحده، ولكننا نوافق على الدولة المدنية التي لها مرجعية إسلامية والتشريع فيها لله وحده والشعب فيها مصدر السلطات، فهو الذي يعين الحاكم والسلطة التنفيذية ويراقبها وله حق عزلها.
نحن لا نوافق على الدولة الدينية التي بمعنى الدولة الثيوقراطية وهي التي تجعل الحاكم ورجال الدين لهم حكم إلهي مقدس، ولكننا نوافق على الدولة الدينية التي بمعنى الدولة الإسلامية، فالحاكم فيها أو رجل الدين يصيب ويخطئ ويعين ويعزل والمرجع في كل ذلك هو شرع الله.
فعليك أن تصلح من نفسك فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وأن ترجع إلى الله وتتوب إليه وتبتعد عن المعاصي، وتدعو الناس بوجوب التحاكم بالكتاب والسنة، وتبين لهم فساد هذه المذاهب الضالة التي تريد أن تجعل مصر بل الأمة الإسلامية غير إسلامية ويتعامل الناس أفرادا وجماعات بحكم الجاهلية كل يتبع هواه كالحيوانات بل أضل،
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله صحبه وسلم تسليما.

أبو الحسن الأزهري
منقول من مدونة محبى الشيخ محمد عبد العزيز أبو النجا

ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...