الاثنين، 13 يونيو 2011

قصيدة: الأقصى يناديكم




الكاتب : عبدالرحمن بن صالح العشماوي


قـُطـع الـطريــــقُ علـيّ يا أحبـابـي *** ووقفـتُ بين مكابــــــر ومــحابـي
ذكـرى احـتراقـي ما تزالُ حـــكايـة *** تـُروى لكـم مبــــــتورة الأسـبـابِ
في كـل عـامٍ تقرؤون فصــــولَـهــا *** لكنكم لا تـمنعـــــــون جَـنـابــي
أوَ مـا سـمعتـم ما تقـــول مـآذنــي *** عنـها، ومـا يُـدلي بـه محــرابـــي؟
أوَ مـا قرأتـم في ملامـح صـخرتــــي *** ما سـطّـرته مـعـــاولُ الإرهـــــابِ؟
أوَ مـا رأيـــتم خنجــرَ البغــي الذي *** غرسـتـه كـفُّ الغـدر بيـن قِـبَـابـي؟
أخَـواي في البـلد الـحــرامِ وطيــبةٍ *** يتـرقبـانِ على الطريــــقِ إيـابـــي
يتســـاءلان متـى الرجــــوع إليهـما *** يا ليـتني أســـــطيعُ ردّ جــــوابِ
وَأنـا هُـنا في قبـضـــة وحشيّـــــة *** يقـف اليـهوديُّ العـنيـدُ ببــــابـي
في كـفّـــه الرشـــاش يُـلقي نـظرة *** نـارية مســــمـومـةَ الأهـــــدابِ
يـرمي بـه صـــَدرَ المــصلّي كلُــما *** وافـى إليّ مـطهّــــرَ الأثـــــوابِ
وإذا رأى في ســاحتي متـــوجّـهـًا للـهِ *** أغلـقَ دونَـه أبـــوابـــــي
يا ليـــتني أسطيــعُ أن ألقـــاهمـا *** وأرى رحـابَـهمــا تــضمُّ رحابـــي
أَوَلـستُ ثـالثَ مســجـديــنِ إليهما *** شـُـدّتْ رِحــالُ المســــلم الأوّابِ؟
أوَ لـم أكن مـــهدَ النبـوّاتِ الـتي *** فتـحت نوافـذَ حكمــةٍ وصـــوابِ؟
أوَ لـم أكن مــعـراجَ خـير مبلّــغٍ *** عن ربـّه للنـاس خيــرَ كتــــابِ؟
أنا مسجد الإســـراء أفخـــرُ أنـني *** شـاهدتـُه في جيْــئـة وذَهـــابِ
يا ويـحـكم يا مسلــمون ، كانّــمـا *** عَقِـمَتْ كـرامتـكـم عـن الإنـجـابِ
وكـأنَّ مـأسـاتي تزيـدُ خـضوعـكم *** ونكوص هـمّتكـم علـى الأعـقـــابِ
وكـأنّ ظُـلْــمَ المـعتـدين يسـرُّكـم *** وكأنّـكـم تسـتحسنـون عــذابـــي
غيّـبـتمـوني في سـراديـب الأســى *** يا ويـلَ قـلبـي مـن أشــدّ غيـــابِ
عـهـدي بشـدْو بـلابلـي يسـري إلـى *** قلـبي ، فكيـف غدا نعيـقَ غُــرابِ؟!
وهـلال مئـذنـتـي يـعـانـق مـاعــلا *** من أنـجـمِ وكـواكـبٍ وسـحــــابِ
أفتـأذنـون لغـاصـــبٍ متطــــاولٍ *** أنْ يـدفن العـليـاء تـحـت ترابــي؟!
يا مسلــمـون، إلى متى يبــقى لـكم *** رَجعُ الصـدى، وحـُـثـالةُ الأكــوابِ؟؟
يا مسـلـمـون، أمـا لـديكـم هِـمّـة *** تـجتـاز بالإيـمـان كـلّ حــجــابِ؟؟
أنـا ثـالـث البيتين هـل أدركـتـمو *** أبـعـادَ ســرّ تواصـُـل الأقـطـابِ؟!
إنـي رأيـتُ عيـونَ من ضحكـوا لكم *** وأنـا الخبـيـرُ بـها، عيـونَ ذئــابِ
هـم صافـحـوكم والدمـاءُ خضـابُـهـم *** وا حـرّ قلـبـي مـن أعـزّ خَـضَــابِ
هـذي دمــاءُ منـاضـلٍ، ومـنـافـحٍ *** عـن عـرضـه، ومـقـاوم وثـّــابِ
ودمـاءُ شـيـخٍ كـان يحمـلُ مصـحفًا *** يتلـو خـَـواتَـم ســورة الأحـزابِ
ودمـاءُ طـفـلٍ كـان يسـألُ أمّــهُ *** عـن سـرّ قتل أبيــه عنـدَ البــــــابِ
إنـي لأخشـى أن تروا في كفّ مَـن *** صافـحتمـوه، سـنابـلَ الإغـضــابِ
هـم قدّمـوا حـطبًا لـموقـد ناركـم *** وتظـاهـروا بـعــداوة الحـطّـــــابِ
عـجَـبًا أيـرعــى للســلام عهـوده *** مَـنْ كـان معتـادًا على الإرهـابِ؟؟
من مسـجد الإسـراء أدعــوكم إلى *** سـفْـرِ الزمـان ودفـتر الأحقــابِ
فلعلّـكم تـجدون في صفحـــــــاتهِ *** مـا قلـتـُـهُ، وتـُثـمّـنون خطابـي

ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...