الجمعة، 29 أبريل 2011

سورية: تجدد قصف مدينة درعا وفرار عائلات إلى لبنان والأردن



قصفت مدينة درعا السورية بوابل من القذائف مساء الخميس ، وشوهدت النيران على بعد خمسة عشر كيلوا مترا ، من مدينة الرمثا الأردنية.
والتقطت عدسة البي بي سي تجمع أهالي الرمثا لمراقبة القصف الذي تواصل لعدة دقائق.
من ناحية أخرى استقبلت السلطات الأردنية عددا من النازحين السوريين من مدينة درعا ، بعد أن وصلوا إلى الحدود الأردنية عبر سهل حوران مشيا على الأقدام فارين من الحصار المفروض على مدينتهم منذ عدة أيام.
ويقول نشطاء حقوق الانسان إن خمسمائة شخص على الاقل قتلوا خلال المظاهرات المستمرة منذ ستة اسابيع ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
ولم يؤكد اي مصدر اخر صحة هذه الارقام بالنظر الى أن الحكومة السورية منعت الصحافيين المستقلين من دخول البلاد.
وأفاد شهود عيان أن الكهرباء، والماء، والاتصالات قطعت عن مدينة درعا.


ونقلت منظمة العفو الدولية عن شهود عيان أن القناصة يطلقون النار على المصابين في الشوارع وعلى من يحاولون انقاذهم في درعا.
وتحدثت تقارير اخرى عن تحرك الدبابات نحو مدينة اللاذقية شمالي دمشق، ليل الأربعاء وأطلقت النار على محتجين في المدينة.
استقالات
من جهة أخرى استقال نحو 200 شخص من اعضاء حزب البعث الحاكم في سورية من محافظة درعا والمناطق المحيطة بها يوم الاربعاء احتجاجا على هجوم قوات الامن على المدينة
ولم تكن الاستقالة من حزب البعث الذي يحكم سورية منذ تولى السلطة في انقلاب عام 1963 أمرا يمكن تصوره قبل اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في درعا في 18 مارس/ اذار الماضي.
وقال بيان وقعه المسؤولون في درعا "نظرا للموقف السلبي لقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي تجاه الاحداث في سوريا عموما وفي درعا خصوصا وبعد مقتل المئات وجرح الالاف على ايدي القوى الامنية المختلفة وعدم اتخاذ قيادة الحزب أي موقف ايجابي وفعال وعدم التعاطي مع هموم الجماهير نهائيا نتقدم باستقالتنا الجماعية."
كما أفادت أنباء باستقالة 30 عضواً في مدينة بانياس.
في غضون ذلك، وصل إلى دمشق صباح الخميس وفد تركي رفيع المستوى برئاسة رئيس الاستخبارات التركي ، في زيارة يلتقي خلالها بعدد من المسؤولين السوريين، لبحث الأوضاع في سورية.
العائلات السورية نزحت عبر طرق حدودية
حدود
في هذه الأثناء شهدت الحدود اللبنانية الشمالية المتاخمة لمنطقة الساحل السوري نزوح عدد من السوريين غالبيتهم من النساء والاطفال باتجاه الداخل اللبناني من خلال طرق حدودية متداخلة وليس عن طريق الحدود اللبنانية وان كانت تلك الحدود قد شهدت دخول عدد اخر من العائلات السورية باتجاه لبنان.
وقال قادمون وغالبيتم لديهم اقارب يقيمون في المناطق الحدودية من الجهة اللبنانية ان القوات السورية كانت قد اغلقت المداخل باتجاه بلدة كلخ مانعة الدخول اليها بعد ان خرج متظاهرون في المدينة للتضامن مع اهالي درعا.
وأفادت مراسلتنا ندى عبد الصمد بأن القادمين تحدثوا عن سماع اطلاق رصاص في اثناء محاولة تفريق المتظاهرين.
كان الجيش اللبناني قد عزز انتشاره على طول الحدود الللبنانية الشمالية مع سوريا اعتبار من ليل الاربعاء في خطوة هي الاولى من نوعها منذ بدء الاحداث في سورية.
وقد أكدت القوى الامنية اللبنانية هذا التحرك رافضة ربطه بتحركات احتجاجية في بلدات حدودية وفق ما تردد.
وقال محمود خزعل الرئيس السابق لبلدية البقيعة في شمال لبنان ان 1500 شخص أتوا سيرا على الاقدام والعديد منهم عبروا النهر الفاصل بين البلدين لان السلطات السورية منعت مغادرتهم عبر الحدود الرسمية.

واضاف خزعل لرويترز "هم تركوا بيوتهم ورجالهم وجاء النساء وحدهن مع الاطفال. نسمع منذ الامس اطلاق نار ومنذ ذلك الوقت بدأ النزوح."
وقال خزعل إن القوات اللبنانية تساعد العائلات السورية على عبور الحدود.
كما أكد مراسل بي بي سي في عمان نزوح عائلات سورية إلى الأراضي الأردنية في منطقة الرمثا، وقال مراسلنا ناصر شديد إن السلطات الأردنية تجهز المدارس لاستقبال أعداد أكبر من النازحين.
الحكومة السورية
من جهته أكد وزير الاعلام السوري عدنان محمود الخميس ان السلطات السورية مصممة على "متابعة عملية الاصلاح الشامل", مؤكدا على تلازم هذا المسار باعادة "استتباب الامن والاستقرار والطمأنينة" للمواطنين.
وقال محمود لوكالة فرانس برس إن "هناك اجماعا شعبيا على تدخل الدولة والجيش لملاحقة هذه المجموعات الارهابية المتطرفة التي تقتل المدنيين وعناصر في الجيش والسلطة وتقوم بترويع الاهالي واثارة الفوضى ولتقديم هذه المجموعات للعدالة".
وشدد على ان "الجيش تدخل بناء على مناشدات الاهالي لفرض استتباب الامن وملاحقة هذه المجموعات التي روعت السكان الامنين".
ورأى أن "الشعب السوري مدرك بعمق لهذا المخطط المدعوم بالمال والسلاح ولادواته في الداخل والخارج والذي يستهدف سورية ودورها ومواقفها القومية والوطنية".
وأشار إلى أن الرئيس بشار الاسد "التقى فعاليات شعبية من محافظات سورية واستمع الى مطالبهم ورؤيتهم للاحداث التي تشهدها سوريا, ووضع ما طرحوه من مطالب على جدول اعمال الحكومة".
وكانت المساعي الأوروبية لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يدين سورية لاستخدام العنف في قمع المتظاهرين قد فشلت بسبب المعارضة الروسية والصينية.
وأصرت روسيا على أن ما يحدث في سورية لا يؤثر في السلم الدولي.

ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...