ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن ثوار ليبيا استعادوا السيطرة على معبر وازن ذهيبة الحدودي مع تونس بعد ساعات من سقوط المعبر بيد كتائب العقيد الليبي معمر القذافي، فيما سيطرت هذه الكتائب مجددا بشكل شبه كلي على الكفرة جنوب شرقي البلاد. في هذه الأثناء دوت انفجارات بالعاصمة، كما تواصلت المعارك بمحيط مدينةمصراتة شرقي طرابلس والزنتان جنوب غربيها.
وقالت الوكالة إن الثوار استعادوا معبر وازن بعد معارك عنيفة أوقعوا خلالها ثمانية قتلى في صفوف كتائب القذافي.
وكان شهود عيان أكدوا قبل ساعات استعادت كتائب القذافي السيطرة على الجانب الليبي من المعبر الحدودي بعد معارك عنيفة امتدت حتى الأراضي التونسية.
وكان ثوار من منطقة الجبل الغربي سيطروا على المعبر الخميس الماضي مجبرين جنودا موالين للقذافي على اللجوء إلى الجانب التونسي. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شاهد من ذهيبة أن الثوار هم الذين فروا هذه المرة بعد أن تعقبتهم الكتائب بعمق كيلومتر تقريبا في التراب التونسي.
وحسب المصدر ذاته تمكن عدد من الثوار من العبور على الجانب التونسي بينما ألقى الجيش التونسي القبض على آخرين إضافة إلى جنود مسلحين موالين للقذافي. ولم يؤكد أي مصدر رسمي تونسي هذه الأقوال.
وحسب الوكالة أيضا قال مصدر من مدينة الزنتان (150 كلم جنوب غرب طرابلس) إن قوات القذافي استعادت بلدة وازن، وهي أقرب بلدة ليبية للمعبر ويقطنها نحو 5000 ساكن، ودخلتها بقوة مؤلفة من عشر عربات عسكرية.
فزع الأهاليمن جهتها أكدت وكالة الأنباء الرسمية التونسية سقوط بلدة وازن فعلا بأيدي قوات القذافي، مشيرة إلى سقوط "عدد من القتلى" في صفوفها، وأن المعارك أفزعت الأهالي والعائلات الليبية التي لجأت إلى تونس.
وقد أصيب مراسل الجزيرة محمد البقالي بجروح طفيفة خلال القصف العنيف الذي تعرض له معبر وازن الحدودي مع تونس. وكان البقالي يتابع أوضاع الفارين من غرب ليبيا عبر الحدود التونسية وأوضاع اللاجئين داخل الأراضي التونسية.
وفي السياق قال مسؤول من "بيوت الشباب التونسية" لوكالة الصحافة الفرنسية إن "حوالي عشر قذائف سقطت على الأراضي التونسية بالقرب من منازل، ترك على أثرها الأطفال مدارسهم وأجبر السكان على الاحتماء داخل بيوتهم". وأضاف أن القذائف سقطت بين الثانية والنصف والثالثة بعد الظهر.
ويسيطر الثوار على مدينة نالوت آخر معاقلهم الكبرى قبل معبر وازن ذهيبة الحدودي، إضافة إلى طريق مؤدية إلى الزنتان، وذلك رغم محاولات قوات القذافي قطع الاتصالات بين هذه المدينتين.
الكفرة وطرابلسوفي الجنوب الشرقي للبلاد أكد مصدر من الثوار لوكالة الصحافة الفرنسية أن قوات القذافي استعادت السيطرة على مدينة الكفرة. وقال المصدر إن "نحو ستين عربة رباعية الدفع تقل قرابة 250 جنديا وصلوا الكفرة".
وأضاف المصدر أن الثوار تراجعوا بعد مقاومة خفيفة، مشيرا إلى أن قوات القذافي "تسيطر حاليا على نحو ثلاثة أرباع المدينة" وأنه لم يسجل سقوط ضحايا.
وقال شهود إن كتائب القذافي قصفت مبنى المحكمة الابتدائية في الكفرة بقذائف آر بي جي قبل سيطرتها على المبنى ورفع العلم الأخضر فوقه. وقد دعا بعض أعيان المدينة الثوار للانسحاب من ساحات المواجهة.
من جهة ثانية قال مراسل وكالة رويترز إن انفجارات وصوت إطلاق نار سمع في مدينة بنغازي شرقي البلاد، ولم يعرف سبب تلك الانفجارات أو إطلاق النار، بيد أن بعض المصادر عزت ذلك إلى عائلات متقاتلة في المدينة.
وفي العاصمة طرابلس ذكرت مراسلة لوكالة الصحافة الفرنسية أن انفجارا عنيفا دوى اليوم بعد تحليق طائرات لحلف شمال الأطلسي (ناتو).
وكان شهود عيان تحدثوا عن سماع دوي أربعة انفجارات في منطقة شرق طرابلس حيث يقع معسكر يضم مضادات للطيران.
الوضع بمصراتة وفي مصراتة (نحو 200 كلم شرق طرابلس) تواصل قوات القذافي معاركها رغم سيطرة الثوار على المدينة التي تعد بالنسبة إليهم "مفتاحا" في تقدمهم نحو طرابلس العاصمة.
وتمكن الثوار بمساعدة التحالف من طرد قوات القذافي من ثالث كبرى المدن الليبية، غير أن المدينة لا تزال محاصرة من قبل الجيش.
وتتواصل المعارك في منطقة المطار الذي يقع على بعد عدة كيلومترات غربي المدينة حيث يتمركز عدد كبير من قوات القذافي، بحسب الثوار.
وقالت مصادر طبية في مصراتة إن سبعة على الأقل من الثوار قتلوا في هجوم بالصواريخ وبالمدفعية الثقيلة على المدينة من قبل كتائب القذافي.
بموازاة ذلك قال الثوار إنهم واصلوا تقدمهم غربي ليبيا وأعلنوا سيطرتهم على قرية المجابرة بعد معارك عنيفة، بينما انسحبت الكتائب بفعل ملاحقة الثوار وتمركزت بالمنطقة الغربية من مصراتة تحديدا عند زاوية المحجوب.
ومع تأزم الوضع الإنساني، ظل الطريق الوحيد الذي يمد المدينة بالمؤن البحر حيث أفرغت سفينة جديدة تابعة للمنظمة العالمية للهجرة مساء الخميس أغذية ومعدات طبية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق