الجمعة، 12 أغسطس 2011

3 ملايين صومالى مهددون بالموت جوعًا وعطشًا




وسط مؤشرات أولية للأوضاع فى الصومال، سنجد أن نحو 3 ملايين شخص في الصومال يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، مما يعني أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص في الصومال يحتاج إلى مساعدة إنسانية عاجلة، فضلا عن التزايد المستمر فى أعداد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بصورة غير مسبوقة.
إضافة إلى حدوث وفيات بين الأطفال والنساء وكبار السن خلال محاولتهم عبور الطريق للوصول إلى مخيمات النازحين في المدن الكبيرة وإلى دول الجوار.
أحد شهود العيان على تلك المآساة الإنسانية وصف الوضع المتردى فى الصومال قائلا: " شربة ماء وقطعة بسكويت أنقذت الطفل إلياس البالغ من العمر 4 سنوات، من الموت المحقق"، إلياس لم يأكل منذ خمسة أيام ولم يشرب ماء، وما تيسر لهم من الطعام والماء كان يأكله والداه خلال السفر علهم يبقيان على قيد الحياة، ويحتفظان بقدر من الطاقة تمكنهما من إيصال الطفل إلى مكان تتوفر فيه الماء والغذاء.
وكانت تعيش أسرة إلياس في بادية مدينة( سبلالي) في إقليم شبيلي السلفي على بعد 250 كلم تقريبًا جنوب العاصمة مقديشو، فقدت هذه الأسرة كل ما كانت تملك من قطعان المواشى، ومحاصيل الزراعة جراء الجفاف الذي ضرب إقليم (شبيلي السفلى) ومنطقة (بكول) الواقعة في الحدود الصومالية الإثيوبية، وقد جاء ذلك نتيجة عدم هطول الأمطار خلال ثلاثة مواسم متتالية بالاضافة إلى انخفاض ملحوظ في منسوب مياه نهر شبيلي، وغور الآبار، ونضوب العيون مما أدى إلى نفوق المواشي وإتلاف المحاصيل الزاعية، مصدر غذاء أهالي تلك المناطق، وهى الأزمة الإنسانية الأخطر منذ 20 عامًا.
شاهد عيان آخر يؤكد قائلا: "حجم الكارثة يفوق بكثير ما تنقله وسائل الإعلام العالمية؛ لأن عدسات الكاميرات وعيون المراسلين غير قادرة على الوصول إلى المناطق النائية".
اتحاد الأطباء العرب حاول المساعدة فى مساعدة الصوماليين فى الأزمة الإنسانية المتردية التى يتعرضون إليها الآن دون أن يملكوا حلولا لها، حيث أرسل شحنة من المساعدات الإغاثية العاجلة إلى الصومال مع تصاعد الأزمة ضمن ثلاث قوافل طبيه الإغاثة شعب الصومال، واستكشف مرافقوها تدهور الأوضاع الصحية، فضلا عن الأوضاع الإنسانية، حيث يواجه الصومال الكارثة الإنسانية الأكبر فى العالم الآن، حيث تضربها أسوأ موجة جفاف منذ عشرين عاما، وهو ما تسبب فى نزوح آلاف الاشخاص يوميًا عبر الحدود إلى كينيا وإثيوبيا وفي داخل البلاد.
وأكد هشام كمال مسئول المشروعات الخارجية بلجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب، وهى إحدى الجهات التى تعمل على توفير الإغاثة العاجلة للصومال، أن الوضع الإنسانى يفرض سرعة التحرك لإنقاذ اللاجئين الصوماليين الذين يعانون من أثر الجفاف والمرض والصراعات المسلحة.
أضاف كمال أن وفدا من لجنة الإغاثة والطوارئ وصل إلى العاصمة الكينية نيروبى، تمهيدًا للدخول إلى الصومال، حيث يقومون باختيار مكان مناسب لإقامة معسكر لإغاثة النازحين الصوماليين، مشيرا إلى أن المعسكر الذى يتم تجهيزه سيقوم على توفير الرعاية الصحية والعلاج للصوماليين، فضلا عن توفير المواد الإغاثية العاجلة كالغذاء والماء والدواء، مشيرا إلى تدهور الوضع الصحى والإنسانى فى الصومال.
أوضح رأفت سعد مسئول الطوارئ باتحاد الأطباء العرب والموجود حاليا بنيروبى، أن الأوضاع فى مخيمات النازحين مأساوية، حيث أقيمت تلك المخيمات بشكل عشوائى فى وسط العاصمة الصومالية لاستقبال النازحين من المحافظات الجنوبية، ولا يتوافر بها أى خدمات، وتعانى من تدهور فى الأوضاع الإنسانية والصحية والبيئية.
وأشار سعد الى أن الأوضاع الصحية تشهد تراجعا خطيرا فى المخيمات، حيث يترك المرضى فى العراء بانتظار الموت بلا أى رعاية صحية، وهو ما دفع الاتحاد لتبنى الملف الطبى الذى يشمل توفير الرعاية الطبية للنازحين، فضلا عن المواد الإغاثية.
ويؤكد الفارون من تلك المناطق أن الأطفال دون سن الرابعة، والعجائز بدأوا يموتون جوعا وعطشا، فى حين تتحدث الأمم المتحدة عن أن أربعة من كل 10 آلاف طفل يموتون جوعا كل يوم في الصومال. وما زاد الوضع تعقيدا أن معظم المناطق المنكوبة تخضع لسيطرة حركة الشباب المجاهدين وأن علاقة الحركة بالمجتمع الدولي والمنظمات الخيرية سيئة، بل مقطوعة منذ عام 2009، فقد غادرت المنظمات الدولية التي كانت تعمل في هذه المناطق عقب صدور حركة الشباب قرارا يمنع دخول هذه الهيئات في المحافظات التي تخضع لسيطرتها، والخاسر الأول نتيجة هذا القرار هو الأسر الفقيرة التي كانت تعتمد بصورة مباشرة أو غير مباشرة على المساعدات الخيرية، والمشاريع الإنمائية التي كانت تقدمها المنظمات الدولية.




منقول من جريدة الاهرام

ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...