مفكرة الاسلام: دعا الشيخ سعيد عبد العظيم - أحد رموز "الدعوة السلفية" بالإسكندرية - الإسلاميين إلى ضرورة "التأدب والالتزام بالأخلاق الإيمانية، والآداب الشرعية في المحافظة على العرض والنفس والمال"، أثناء سير العملية الانتخابية المرتقبة في مصر، والتي يشارك فيها الإسلاميون بقوة، ممتدحًا ميثاق الشرف الذي أعلنه الإسلاميون ليكون حاكمًا للتنافس خلال الانتخابات التي تنطلق مرحلتها الأولى في 28 نوفمبر.
واعتبر عبد العظيم في محاضرة بعنوان "أخلاق الانتخابات" أن الانتخابات تمثل فرصة عظيمة لترى جموع الناخبين "كيف تكون الممارسة السياسية راقية وشريفة بمراعاة آداب الإسلام وأخلاقه وشرعه، وكيف يكون التنافس السياسي بعيدًا عن الظلم والعدوان وخاليًا من المراوغة والبهتان".
غير أنه لم ينكر التنافس على إطلاقه، قائلاً: "انتبهوا.. التنافس في الخير يكون محمودًا مع إخلاص النية لله تبارك وتعالى"، وأضاف: "لا نريد أن نكون فتنة للناس، هذا معترك (يقصد المشاركة السياسية) كل الناس دخلوه بنية طيبة تريد أن تحافظ على هوية الأمة".
وشدد عبد العظيم على أن التنسيق بين القوى والأحزاب الإسلامية المشاركة "واجب"، وكررها: "التنسيق واجب، من قبل أن تحدث أي مشكلة هنا أو هناك"، وتمنى وجود "ما هو أشبه بقوة تدخل سريع"، لحل أي خلاف يقع بين الأشخاص ولمنع أي صخب.
وأكد "منع أي طرف من الاعتداء على دعاية الطرف الآخر"، فيما وصفه بأنه "عصبية جاهلية، يقال لصاحبها: دعوها فإنها منتنة"، لأن كل الأحزاب الإسلامية الموجودة على الساحة تريد الخير وتسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية "فلماذا تطمس دعايتها؟".
وتخوض فصائل إسلامية عدة الانتخابات لكن في ظل عدم وجود تنسيق كامل، الأمر الذي يخشى معه من حدوث خلافات أو مصادمات، وهو ما حدا بمجموعة من الإسلاميين إلى إطلاق وثيقة تحكم التنافس والعلاقة بين المرشحين الإسلاميين لتفادي الدخول في صراع يتخوف كثيرون من تبعاته.
وحذر الداعية السلفي في نصائحه للإسلاميين من خطورة التعامل بمنطق "أنا وأخويا على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب"، وقال: "إن مثل هذه الأمثال الخربة التي لا تصلح؛ لأن الإنسان ينبغي أن يكون مع الحق دائمًا يدور معه حيثما دار".
وحذر الشبابَ السلفيَّ خاصة من تبني أي موقف عدائي تجاه الأحزاب الإسلامية المشاركة أو المنتمين لها، قائلاً: "ما ينفعش أن تسأل فلان الفلاني إللي في الحزب الفلاني، أحبه ولا أبغضه؟"، وتابع: "دي مش عايزة كلام، والله لا تملك إلا محبته"، وفق ما نقلت صحيفة "المصريون" الإلكترونية".
ورفض أيضًا التعامل بمنطق الأمريكان "من ليس معنا فهو علينا"، ومناصبة الناس ممن لا ينتمون إلى حزبي أو جماعتي العداء، واصفًا مثل هذه التصرفات بأنها "همجية وشغل غابات كأننا لم نتعلم شيئًا في دين الله".
ونهى أيضًا الشباب عن سؤال "من انتخبه؟"، قائلاً: "شوف الأكفأ، شوف اللي تتحقق به المصلحة.. لا يمكن أن أشير أنا لك وأقولك هو ذا.. هذه أمانة لأنك تتقرب إلى الله وتتقيه.. لازم تشوف الأدين، الأصلح، الأنزه، الأكفأ، الذي تتحقق به المصلحة".
ووجه الداعية السلفي نصيحة للمرشحين، قائلاً: "صحح نيتك بهذا الترشح، واجعله خالصًا لله تعالى، لخدمة الدين ثم لبناء الوطن، ولا تنوي بترشحك امتيازات شخصية، ولا حصانة برلمانية، ولا الترفع على الناس..(إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)، الحديث، و(خير الناس أنفعهم للناس)، الحديث. ونهى المرشح أن يقدم نفسه للناس باعتباره "خير من يمثلهم، وأفضل من ينوب عنهم"، واصفًا ذلك بأنه "شغل بلطجة"، داعيًا المرشح إلى أن يبتعد عن تزكية نفسه خاصة في الصفات الدينية.
كما نهى المرشحين عن استعارة كلمة نبي الله يوسف – عليه السلام- {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ}، فنبي الله يوسف عليه السلام كان نبيًّا كريمًا ابن كريم ابن كريم، لكن المرشح يتقدم إلى أناس كلهم "طيبة". وقال: أرغب في حصول الخير وتحقيق الإصلاح لجمهور الناخبين، سواء عن طريقك، أو طريق غيرك من المنافسين، وخاصة إذا كانوا صالحين.
وحذر عبد العظيم من استخدام الشائعات، وأساليب التجريح والانتقاص من المنافسين، والتهكم والسخرية والاستهزاء بهم.. قائلاً: "الله الله في أنفسكم"، منبهًا إلى ضرورة نبذ المبدأ النفعي، القائل بأن "الغاية تبرر الوسيلة" لأننا لسنا ميكافيليين بل لابد وأن تكون "الغاية محمودة والوسيلة إليها مشروعة". كما شدد على ضرورة التعاون ضد البلطجة وحمل السلاح وغير ذلك؛ لأن ترويع المسلم لا يجوز، وقال أيضًا: إن "التزوير حرام ومقاومته واجب".
ودعا إلى "تعظيم الحرمات" لكل الناس، متسائلاً: "هتعمل إيه مع الناس؟ هتبقى بلطجي، هتدخل تضرب الناس لو خالفوك... لا يجوز، بل حتى لو كان إنسانًا كتابيًّا، أو على غير الملة، لابد من المحافظة على بدنه، وعلى ماله، وعلى عرضه، حتى لو كان كافرًا، فما بالك بمسلم، ما بالك بواحد يقول: هوية إسلامية، تطبيق الشريعة".
ونصح في الختام قائلاً: "مش عايزين نغرق في شبر ميه.. إحنا إن كنا دخلنا (في إشارة إلى الانخراط في العملية السياسية) عايزين نطوع الدنيا بدين الله، مش عشان ننسى أنفسنا"، مخاطبًا الشباب السلفي: "أوعى تنسى دعوتك، أوعى تنسى مهمتك الأساسية، ألا وهي: {اعْبُدُوا الله مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}، الآية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق