كتبه/ سعيد عبد العظيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن استمرار الحزب الحاكم النصيري في بطشه وقمعه لإخواننا في "سوريا" تحت سمع وبصر العالم أجمع دون إجراء رادع يوقف هذه المذابح وهذه المجازر.. يفرض علينا عدة أمور:
أولاً: الواجب على المسلمين في شتى بقاع الأرض أن يستشعروا ما يحدث لإخوانهم في سوريا مِن انتهاك أعراض، وضرب وسجن، وتعذيب وقتل وتمثيل، وإحراق للمساجد.. فالمصاب في "سوريا" هو مصابنا جميعًا، ومَن لم يهتم لأمر المسلمين فليس منهم، والمؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم؛ فلابد من الوقوف معهم وتوضيح قضيتهم، وإعانتهم ببذل المال، والغذاء، والكساء، والاجتهاد في الدعاء لهم في هذه الأيام المباركات.
ثانيًا: على الهيئات الإسلامية والحكومات العربية، وكافة الجمعيات والاتحادات والمؤتمرات أن تقوم بدورها في إيقاف حرب الإبادة على أرض سوريا، وفضح النظام النصيري المتواطئ مع أعداء الإسلام، ومطالبته بالتنحي، وفرض ذلك عليه؛ تأدية للأمانة، وإبراءً للذمة، وهو دور لا ننتظره من الأمم المتحدة وسائر المنظمات المشبوهة التي تكيل بمكيالين، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ثالثًا: الحذر من سرقة الثورة أو الانحراف بسفينة الوطن على أيدي العلمانيين والليبراليين والشيوعيين حتى لا تنتقل الأوضاع من سيء إلى أسوأ، وعلى العلماء الربانيين في سوريا أن يوحدوا جهودهم ويقوموا بواجب التوعية للشعب السوري، ويحذروه من علماء السوء الذين هم أشبه بمخالب القطط، وقطاع الطريق إلى الله.
رابعًا: الإشادة بالموقف التركي تجاه أزمة سوريا في استقبال النازحين، ونأمل مزيدًا من الضغط على الحكومة السورية؛ لإيقاف حرب الإبادة، وفي الوقت ذاته نرفض التدخل الإيراني في سوريا على غرار ما حدث في "حماة"، فهذا التواطؤ العقائدي المفضوح، والتأييد اليهودي للنظام النصيري العميل يكشف بوضوح كيف تدار الأمور، وحجم المخططات التي تتعرض لها هذه الأمة.. وأنه ما خان أمين قط، ولكن اؤتمن غير أمين فخان!
خامسًا: الظلم ظلمات.. وللظالم قاتل لا يموت، وعلى الباغي تدور الدوائر، ومن سل سيف البغي قتل به، وهذه رسالة تحذير للنظام النصيري ولكل مَن سار على دربه، وللطغاة والطواغيت في كل عصر ووقت، والنصر عقبى الصابرين، وربنا لا يضيع أجر المحسنين، والعاقبة للمتقين، ولا يصلح -سبحانه- عمل المفسدين؛ فـ(اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران:200).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق