بعد توقف دام شهوراً طويلة لقطار الديمقراطية والربيع العربى عند محطة الرئيس الليبى معمر القذافى، واصل ثوار ليبيا نضالهم، الذى بدأ فى 17 فبراير الماضى، واستجابت لعزيمتهم العاصمة طرابلس، بعد أن سيطروا عليها مساء الأحد، فى ظل أنباء عن اعتقالهم لنجلى القذافى سيف الإسلام وشقيقه الأكبر محمد، فى الوقت الذى غاب فيه القذافى عن الأحداث، خوفاً من انتقام أحفاد عمر المختار.
ومع اقتراب سقوط نظام القذافى، يسدل ثوار ليبيا الستار على حكم مستبد دام لأكثر من 42 عاماً، كأطول فترة حكم لحاكم عربى، حيث انتفض أول أمس ثوار العاصمة الليبية طرابلس ليعلنوا بذلك ساعة الحسم بالنسبة لحكم العقيد، بإطلاق عملية فجر عروس البحر لتحرير العاصمة الليبية طرابلس، حيث بدأت الانتفاضة داخل العاصمة أمس، بالتكبير فى كل المساجد، وهزت الانفجارات وطلقات الرصاص العاصمة فى جنح الليل، كما دارت اشتباكات عنيفة بين الثوار وكتائب القذافى فى عدد من المناطق، من ضمنها سوق الجمعة وفشلوم وتاجوراء.
وتسارعت الأحداث لتتساقط المناطق والميادين فى العاصمة الليبية واحدة تلو الأخرى، ليطهر الثوار ليبيا "شبر شبر.. دار دار.. زنجا زنجا" دون أى مقاومة من قبل كتائب القذافى التى أعلنت استسلامها، ولم يقتصر الأمر على كتائب القذافى والحرس الخاص به، حيث امتد الاستسلام إلى الابن الأكبر للعقيد، حيث أكد مصطفى عبد الجليل لـ"رويترز" أن محمد النجل الأكبر للزعيم الليبى معمر القذافى استسلم لقوات المعارضة الليبية، كما أكد أيضا أن سيف الإسلام القذافى قد اعتقل، وهو ما أعلنته بالفعل متحدثة باسم مكتب الادعاء فى المحكمة الجنائية الدولية.
أما بالنسبة للقذافى، الذى تضاربت الأنباء بشأنه حتى الآن، فقد حقق رقماً قياسياً جديداً بإلقائه ثلاث كلمات مسجلة فى أقل من 24 ساعة، وأكد العقيد فى آخر كلمة صوتية له منذ قليل إصراره على مقاومة الثوار الليبيين، ودعا سكان العاصمة طرابلس للخروج من أجل الدفاع عن كرامتهم فى وجه الثوار، الذين يحرص على وصفهم بـ"الجرذان".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق