غزة – فلسطين الآن
اعتبر كاتب ومحلل فلسطيني أن توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية بين الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركتي حماس وفتح في مصر، مرهون بوجود إرادة قوية ونوايا صادقة من كل الأطراف، وتجاهل كافة الضغوط الدولية سواء الأمريكية أو الأوروبية أو الصهيونية.
وقال المحلل السياسي مصطفى الصواف: " إذا كنا ننتظر أن ترضى إسرائيل أو أمريكا وأوروبا على المصالحة الفلسطينية وبناء استراتيجية جديدة لمواجهة الاحتلال ، لابد أننا سنفشل".
مطلوب نية وإرادة
وأضاف في تصريحات متلفزة: " المطلوب الآن من الفلسطينيين نوايا صادقة وإرادة قوية والاعتماد بعد الله سبحانه وتعالى على النظام العربي الذي ربما سيشكل جدار حماية للقضية الفلسطينية ولهذا التوافق الفلسطيني".
وأوضح الصواف أن القيادة المصرية الحالية والمتمثلة في المجلس العسكري الأعلى للقوات المسلحة، كان لها دور كبير في انجاح هذا الاتفاق، خاصة بعد زوال نظام مبارك بالثورة الشعبية، لكون النظام البائد كان أحد اسباب فشل المصالحة واتفاق مكة من قبل.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني: " هذا التوجه السياسي من قبل المجلس العسكري المصري الجديد الذي أخد بإعادة دور مصر القيادي والريادي للمنطقة وخاصة في موضوع القضية الفلسطينية سيشكل عاملا إيجابيا في استمرار هذا التوافق الفلسطيني والعمل على تطبيقه على أرض الواقع".
الشرخ سياسي لا فكري
وفي معرض رده على الشرخ الجغرافي بين غزة والضفة وكيفية التواصل بين شطري الوطن الواحد، أوضح الصواف أن هذا الشرخ سببه الاحتلال الصهيوني، لافتا إلى عدم وجود شرخ فكري وإنما سياسي فقط.
وقال الصواف: " حماس لم ولن تعترف حماس بإسرائيل وهذا ما أكدته كل قيادات الحركة، والاختلاف بين الضفة وغزة اختلاف سياسي وليس فكري لأن الشعب الفلسطيني كله يعتبر أن من حقه فلسطين بالكامل من بحرها إلى نهرها".
وأضاف: "الاعترافات التي قامت بها حركة فتح بالاحتلال وهذه التعاملات هي مسألة مؤقتة تزول بزوال الأسباب، فربما الوضع الفلسطيني الضعيف والوضع العربي والقوة غاشمة من الاحتلال والمساندة الأمريكية كل ذلك يساعد على بعض ويؤدي لقيام البعض من الفلسطينيين بالتعامل بشكل عملي على أرض الواقع والاقتران بالواقع وفي حال تغير كل الأدوات المساندة للاحتلال اعتقد أن الموقف الفلسطيني سيظل ثابتا على أن من حقه فلسطين التي طرد منها وليس الاعتراف بدولة غاصبة".
دور الحكومة الانتقالية
وعن الحكومة الانتقالية ودورها في مواجهة الاحتلال الصهيوني، قال المحلل السياسي الفلسطيني: "لو أردنا أن ننظر للأوراق التي قدمت في الاتفاق نقول أن من مهام هذه الحكومة ليس العمل السياسي".
وتابع: "هذه الحكومة مهامها الأولى هي تهيئة الأوضاع الداخلية الفلسطيني وإدارة الأزمة واعمار غزة ومن ثم التمهيد لإجراء انتخابات سياسية قادمة نأمل أن ينتج عنها تشكيل حكومة تقوم بكافة المهام أما هذه الحكومة فهي انتقالية هدفها تهيئة الأجواء وإرساء قواعد هذا الاتفاق على الأرض".
تجدر الإشارة إلى أن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وقع مع رئيس حركة فتح محمود عباس اتفاق المصالحة الفلسطينية الثلاثاء 3-5 في العاصمة المصرية القاهرة، في انتظار أن يتم الاحتفال بهذا الاتفاق يوم الأربعاء 4-5 وليدخل الشعب الفلسطيني للوحدة من جديد بعد افتقاده لها منذ العام 2007 بعد انصياع حركة فتح للضغوط الصهيوأمريكية وتحررها منها مجددا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق